خل التفاح: بين الحقيقة والخيال
1 min readيفيد خل التفاح بخفض الشحوم الثلاثية والكولسترول الضار، لكن تأثيراته على الوزن غير مثبته بدراسات قوية
خل التفاح، هذا السائل الذي لا تخلو أي خلطة تدعي أنها صحية منه، فهو مرتبط مع حميات إنقاص الوزن وعلاج السكري وأمراض القلب والسعال وتبييض الاسنان وغير ذلك.
ولكن ما حقيقة ما يشاع عنه، وهل كل هذه الادعاءات صحيحة؟
ينتج خل التفاح من تخمير التفاح بوضعه مع الماء والسكر بوعاء محكم الاغلاق، ومع الوقت يتحول السكر إلى كحول ومن ثم يضاف إليه بعض الخمائر ويُخمر لينتج الخل. وبالفرنسية تعني كلمة (Vinegar) النبيذ الحامض.
فوائد خل التفاح:
تم إجراء الكثير من الدراسات حول فوائد خل التفاح وخاصة فيما يخص المساعدة على إنقاص الوزن. ولكن لا يوجد عدد دراسات كافٍ ليؤكد ذلك، ولكن بينت بعض نتائح الدراسات أن خل التفاح يساعد على:
تنظيم سكر الدم وخاصة أنه يقلل من الارتفاع الحاد لسكر الدم بعد وجبة غينية بالسكريات أو النشويات وذلك بتقليل امتصاص النشويات بالأمعاء، وهذا بدوره يؤدي لعدم ارتفاع الانسولين بسرعة، ومن المعروف أن ارتفاع الأنسولين يساعد على تشكل الشحوم بالبطن.
خل التفاح وخفض الوزن:
لا يوجد عدد كافٍ من الدراسات التي تؤكد أن خل التفاح يمكن أن يساعد على إنقاص الوزن إذا تم تناوله لوحده، ومع ذلك، بينت بعض الدراسات الصغيرة بعض التأثيرات على خفض الوزن، ولكن التأثيركان صغيراً وعلى مدة طويلة. على سبيل المثال، بينت دراسة يابانية أن تناول (15 مل) ملعقة كبيرة من الخل ممددة بـ 200 مل ماء قبل الوجبة أدى لخفض الوزن بمقدرا 1.2 كغ خلال 3 شهور، وبتناول (30 مل) أي ملعقتين كبيرة، أدى لنقص بمقدرا 1.7 كغ (أي ييراوح بين 400-550 غ شهريا) وليس خسارة عدة كيلوغرامات خلال ساعات الليل كما تدعي بعض الفيديوهات أو المواقع الالكترونية الاخرى.
وعلى النقيض من ذلك، بينت دراسة بريطانية أن تناول خل التفاح لم يؤثر على الوزن خلال فترة 3 أسابيع، حيث أن خل التفاح أوخل الشعير أو حتى الماء الملون كان لهم نفس التأثيرعلى الوزن. لكن الخبر الجيد حول خل التفاح بنفس الدراسة أنه أدى إلى إنقاص مستوى الشحوم بالدم وخاصة الشحوم الثلاثية والكولسترول الضار (LDL) وهذا قد يعود للخمائر الخاصة الموجودة بخل التفاح وليس فقط لتأثيرات حمض الخل، حيث أنه موجود بكلا خل التفاح وخل الشعير.
أليه تأثير خل التفاح على الوزن يكون عن طريق إنقاص الشهية بالإضافة لسرعة الشعور بالشبع، مما يؤدي لنقص بمكية الطعام المتناولة وبالتالي نقص بالسعرات الحرارية. بالإضافة لعدم رفعه لسكر الدم بسرعة، مما يقل من فرصة تشكل شحوم البطن.
خل التفاح وأمراض القلب وارتفاع ضغط
التأثيرات غير مثبته بدراسات ولكنه يمكن أن يفيد في الوقاية من الأمراض القلبية عن طريق تأثيره على شحوم الدم وخاصة الكولسترول الضار والشحوم الثلاثية
خل التفاح والمناعة
لا يوجد دراسات قوية تؤكد تأثيرات خل التفاح على المناعية أو الوقاية من الأمراض المناعية، حيث بينت دراسة صغيرة في بريطانية وجود انخفاض ضئيل بمستويات (CRP) ، أحد مؤشرات المناعية الذاتية، عند تناول خل التفاح لمدة شهرين، ولكن الانخفاض لم يكن بالمقدار الكافي لتأكيد تأثيراته العلاجية.
خل التفاح والسرطان
لايوجد دراسات على البشر تؤكد تأثيراته على السرطان، ولكن بعض الدراسات على الحيوانات وفي المختبر بينت تاثير حمض الخل على مقاوية السرطان وإبطاء نمو الخلايا السرطانية.
خل التفاح والأمراض الجلدية والشعر:
لم تثبت فعالية خل التفاح بعلاج القمل. لكن بسبب طبيعته الحمضية يمكن أن يساعد على التقليل من سماكة قشرة الرأس وتشكلها، ومع ذلك يجب الانتباه لتمديده جيدا عند استعماله، وبشكل عام لا ينصح باستعماله لعلاج قشرة الرأس حيث يوجد علاجات أخرى مدروسة وتركيز المادة الدوائية محدد لتكون أكثر فعالية وسلامة.
يمكن أن يفيد بالتخفيف من البثور والتهابات الجلد كونه يحمل صفات حمضية، ولكن هذا التأثير يمكن أن يحققه أي نوع آخر من المعقمات بدون التأثيرات السلبية لخل التفاح مثل تهيج الجلد.
مخاطر استخدام خل التفاح
لا يتعتبر استخدام خل التفاح مع الاطعمة مثل السلطة مضراً بالصحة طالما أنه يتم استخدامه بكمية قليلة ويكون ممداً. لكن الاستخدام اليومي لخل التفاح وخاصة بتركيز عالٍ يمكن أن تسبب بعض المخاطر التي يجب معرفتها:
- يعتبر حمض الخل (Asetic Acid) هو المكون الرئيسي لخل التفاح، ويمكن أن يشكل خطراً على الصحة إذا لم يتم استخدامه بطريقة صحيحية ومن دون تمديد بالماء، حيث يمكن أن يسبب حروق الفم والحنجرة و التأثير على مينا الأسنان وزوالها.
- يقلل خل التفاح من امتصاص البوتاسيوم، وهذا يمكن على المدي الطويل أن يؤدي لانخفاض كثافة العظام الذي يمكن أن يشكل عامل خطر لحدوث هشاشة العظام وسهولة حدوث الكسور. لذلك يجب استشارة الطبيب عند استعمال خل التفاح لدى المرضى الذي يعانوا من نقص بكثافة العظام ونقص البوتاسيوم قبل استعمال خل التفاح.
- على الرغم من فوائد خل التفاح على خفض سكر الدم وصحة القلب ومستويات الكولسترول، إلا أنه قد بتداخل مع تأثيرات بعض الأدوية الخافضة للسكر والأدوية القلبية، بالتالي يجب إعلام الطبيب عن استعمال خل التفاح عند وصف بعض الأدوية.
- بالنسبة لاستعمال الخل في علاج السعال بخلطه مع العسل، لا يوجد ما يؤكد فعالية ذلك، بل على العكس، يمكن أن يؤدي الخل إلى تخريش البلعوم وبالتالي زيادة الانزعاج والتهيج.
- من غير المنصوح به أبداً اسستعمال خل التفاح لتبييض الاسنان، لان الخل هو حمض، والأحماض هي آخر ما يمكن النصح بوضعه على الاسنان، لانه يؤدي لأذية مينا الاسنان وبالتالي زيادة بحساسيتها وتعرضها للتسوس بشكل أكبر بسبب زوال المينا.
- أما عن استعمال خل التفاح لعلاج الثأليل، فهو غير فعال بالشفاء التام منها،لان سببها فيروسي، ولكن يمكن ان تساعد على التقليل من سماكة الجلد المتوضعة فوق المنطقة المصابة، إلّا أن سوء الاستعمال وعدم تمديد الخل، يمكن أن يؤدي لحروق الجلد حول المنطقة المصابة وكذلك إذا تم استعماله في المناطق الحساسة والمنطقة التناسلية.
الخلاصة:
- خل التفاح مفيد في خفض شحوم الدم وخاصة الكولسترول الضار والشحوم الثلاثية، ويساعد على منع النشويات من الامتصاص عبر الامعاء وبالتالي عدم ارتفاع سكر الدم بسرعة بعد الوجبة الغنية بالسكريات والنشويات، وبالتالي خفض توضع الشحوم بالبطن.
- تأثيراته على الوزن غير مثبتة بدراسات قوية
- يجب إعلام الطبيب عند استعمال خل التفاح، لانه يمكن أن يتداخل مع تأثيرات بعض الأدوية وخاصة الأدوية الخافضة للسكر والمدرات البولية التي تؤثر على البوتاسيوم.
- يجب أخد الحيطة والحذر عند تناول خل التفاح لدى من يعانوا من هشاشة العظام بسبب تأثثراته على امتصاص البوتاسيوم.
- يجب الحذر والامتناع عن استعمال خل التفاح لتبييض الأسنان، لأنه يؤدي لأذية مينا الأسنان، وبالتالي تعريض الأسنان للتسوس.
المصادر:
http://www.bbc.com/news/magazine-37229792
https://edition.cnn.com/2017/04/18/health/apple-cider-vinegar-uses/index.html