تَصابوا… تًصحّوا
1 min readيؤثر شعور المرء بأنه أصغر سناً إيجابا على صحته ويطيل عمره
كثيراً ما نرى شخصين بنفس العمر ولهما نفس يوم وسنة الميلاد، ولكن نشعر وكأن أحدهما أكبر من الآخر بعشر سنوات على الأقل، وحتى عند التعامل معهما، نشعر وكأن أحدهما بالحقيقة يشعر وكأنه أصغر من الآخر بعشر سنوات.
أثارت هذه الظاهرة فضول العلماء ليبحثوا عن سببها وإن كان لها تأثير على الشخص وصحته البدنية والنفسية.
توصل الباحثون إلى أن “العمر المتخيل” قد يكون عاملا مهماً وراء ازدهار البعض مع تقدم العمر وخمود البعض الآخر، وقد توصل البعض لنتيجة أنه كلما اعتبر الشخص نفسه أصغر سناً، كلما أثّر ذلك إيجابيا عليه وعلى قراراته اليومية والمستقبلية.
أكثر من ذلل توصل البعض لنتيجة أنه عندما يشعر المرء نفسه أصغر سنا مما هو عليه حقا، فإن ذلك يؤثر على صحته العامة وحتى في احتمالات الوفاة المبكرة.
من التأثيرات الإيجابية لشعور الشخص بأنه أصغر من عمره البيولوجي هي عدم مروره بالعلامات المتعلقة بالتقدم بالعمر مثل الميل للعزلة أو الخوف من تجريب ما هو جديد، على عكس من يشعرون بعمرهم الحقيقي أو بأنهم أكبر من عمرهم حيث تكون هذه العلامات أكثر حدة لديهم.
بينت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يشعرون بأنهم اصغر مما هم عليه يتقنون عملهم بشكل أكبر ويتقدمون بوظيفتهم أكثر، كما أنهم أقل عرضة للاكتئاب، مما ينعكس على صحتهم الجسدية وتعرضهم لأمراض خطيرة تحتاج الدخول إلى المستشفى.
بشكل عام، بينت الإحصاءات أن معظم الأشخاص بمنتصف العمر والكهولة يعتبرون أنفسهم أصغر من عمرهم الحقيقي بـ 8 سنوات تقريبا (دراسة للباحث تانيك ستيفان بجامعة مونبليه). والجدير بالذكر بهذه الدراسة أن الذين كانوا يشعرون بأنهم أكبر من عمرهم الحقيقة بفترة تفوق 8 سنوات كانوا أكثر عرضة للوفاة الباكرة بنسبة تترواح بين 18-24%، بالإضافة لزيادة الإصابة بالأمراض.
لتفسير لتأثير “العمر المتخيل” على الصحة، أوضح الباحث أن الشعور بالشباب يؤدي لزيادة ممارسة الشخص للنشاط البدني ولهواياته مثل الرياضة والسفر، مما ينعكس إيجابيا على الصحة، وأكثر من ذلك، فإن الشعور بالكبر يجلب الشعور بالاكتئاب، وهذا بدوره يؤثر بشكل سلبي على التركيز والذاكرة ويزيد الوهن والتعب، والعكس صحيح، حيث أن التعب والوهن يزيد من الاكتئاب وهكذا يدخل الشخص بحلقة مفرغة من المشاكل الصحية البدنية والنفسية.
بينت دراسة في جامعة فرجينا أن الفرق بين العمر المتخيل والعمر الحقيقي يختلف حسب العمر، حيث أن الأطفال حتى عمر الـ13 سنة يشعرون أنهم أكبر من عمرهم الحقيقي، وقد يمتد ذلك حتى سن الـ25، حيث يبدا العمر بالمتخيل بالتراجع أمام العمر الحقيقي بعد هذا السن، تمضي السنوات ببطء ويشعر المرء وكان الزمن لا يتقدم.
في النهاية وبناء على نتائج العديد من الدراسات، ينصح القائمون عليها بأن يتم أخذ حالة الشخص وشعوره بعمره الافتراضي بعين الاعتبار، وليس فقط العمر البيولوجي، لما لذلك من تأثير على الصحة وعلى تطور الأمراض لديهم.
المصادر:
http://www.bbc.com/future/story/20180712-the-age-you-feel-means-more-than-your-actual-birthdate