جدري القردة: العدوى والعلاج والوقاية
1 min readحقائق رئيسية
- جدري القردة مرض فيروسي نادر، حيواني المنشأ أي أن الفيروس ينتقل من الحيوان إلى الإنسان.
- أعراضه شبيهة لمرض الجدري ولكن أقل شدة، وقد تم استئصال مرض الجدري في القرن الماضي (عام 1980)
- يحدث جدري القردة بشكل أساسي في مناطق الغابات الاستوائية الماطرة في وسط وغرب أفريقيا
- ينتقل الفيروس إلى البشر من عدة حيوانات برية ولكن انتشاره من انسان إلى أخر محدود.
- لا يوجد علاج أو لقاح حالي متاح لمكافحة المرض، ولكن التطعيم السابق ضدّ الجدري أثبت فاعلية في الوقاية من جدري القردة.
تم اكتشاف جدري القردة لأول بين البشر في عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا) لدى صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة تم استئصال الجدري منها في عام 1968 وبعد ذلك كانت معظم الحالات مستوطنة في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب أفريقيا.
في عام 2003 ، كان أول انتشار لجدري القرود خارج إفريقيا في الولايات المتحدة الأمريكية وكان له علاقة مع كلاب البراري الأليفة المصابة حيث تم إيواء هذه الحيوانات الأليفة مع فئران من غامبيا وفئران الزغبة (dormice) التي تم استيرادها إلى البلاد من غانا. أدى هذا التفشي إلى أكثر من 70 حالة إصابة بجدري القردة في الولايات المتحدة. من جهة أخرى، تم الإبلاغ عن جدري القردة في مسافرين من نيجيريا إلى إسرائيل في سبتمبر 2018 و إلى المملكة المتحدة في سبتمبر 2018 وديسمبر 2019 ومايو 2021 ومايو 2022 وإلى سنغافورة في مايو 2019 وإلى الولايات المتحدة الأمريكية في يوليو ونوفمبر 2021. في مايو 2022 ، تم تحديد حالات متعددة من جدري القردة في العديد من البلدان غير الموبوءة. الدراسات جارية حاليًا لفهم علم الأوبئة ومصادر العدوى وأنماط الانتقال.
انتقال المرض
ينتقل المرض عن طريق المخالطة المباشرة لدماء الحيوانات المصابة أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية.
تعتبر القوارض المستودع الرئيسي للفيروس. ولكن يمكن أن تحدث العدوى عن طريق القردة والجرذان الغامبية والسناجب.
هناك احتمال أن ينتقل الفيروس عن طريق تناول لحوم الحيوانات المصابة غير المطهية جيداً.
بالنسبة لانتقال المرض من انسان إلى آخر يمكن أن ينجم عن طريق تماس مباشر مع إفرازات السبيل التنفسي لشخص مصاب بالمرض أو لآفاته الجلدية أو عن ملامسة أشياء ملوثة بسوائل من المريض.
ينتقل المرض في المقام الأول عن طريق قطيرات الجهاز التنفسي، ولكن هذا يحتاج لفترات طويلة من التواصل وجهاً لوجه، يمكن أن ينتقل المرض عبر المشيمة (جدري القردة الخلقي) أو خلال الفترة حول الولادة بسبب التواصل الحميمي بين الام وطفللها.
لا يوجد أدلة واضحة لتأكيد انتقال جدري القردة عن طريق ممارسة الجنس، وهذا يحتاج لدراسات أكثر.
يوجد سلالتان مختلفتان من الفيروسات من حيث القدرة على العدوى أو شدة الاعراض، وهما سلالة فيروسات حوض نهر الكونغو وسلالة فيروسات غرب أفريقيا، ويعتبر فيروس حوض نهر الكونغو أكثر قدرة على العدوى وأعراضه أشد ومعدل الوفيات أعلى.
الأعراض والعلامات:
تتراوح فترة حضانة جدري القردة بين 6 أيام و16 يوماً ولكن يمكن أن تمتد بين 5 ايام إلى 21 يوماً. (فترة الحضانة: هي المدة الفاصلة بين دخول الفيروس للجسم وظهور الأعراض)
تقسم فترة المرض إلى قسمين رئيسيين:
- فترة الغزو: وتمتد حتى 5 أيام من بدء العدوى وأهم الاعراض حمى وصداع قد يكون شديد، وتضخّم العقد اللمفاوية وألم بالظهر والعضلات وتعب شديد.
- فترة ظهور الطفح الجلدي: تتراوح يوم واحد و3 أيام من ظهور الحمى، حيث يبدأ الطفح بالظهور ويكون بشكل أساسي على الوجه في 95% من الحالات وعلى راحة اليدين وأخمص القدمين 75% ويتطوّر الطفح في حوالي 10 أيام من بقع (macules) إلى حطاطات (papules) ومن ثم إلى حويصلات (vesicles) وبثرات (pustules) تليها جلبات أو قشور (crusts) قد يلزمها ثلاثة أسابيع لكي تختفي تماماً.
يمكن أن يترواح عدد الآفات من بضع آفات معدودة، وقد تصل إلى عدة آلاف. وهي تصيب أغشية الفم المخاطية في (70%) من الحالات والأعضاء التناسلية (30%) وملتحمة العين (20%)، وقد تصيب قرنية العين مما يؤدي لنقص الرؤية أو العمى.
يعتبر تضخم العقد اللمفاوية قبل ظهور الطفح من ميزات جدري القردة وهو ما يميزه عن باقي الامراض المشابهة بالأعراض كالحصبة أو جدري الماء.
غالبا ما يكون مرض جدري القردة محدود ذاتياً وتدوم أعراضه لفترة تتراوح بين أسبوعين و4 أسابيع ثم تزول. تكون الإصابة عند الأطفال أشد وهذا يتعلق بمناعة الطفل وتغديته وحالته الصحية بشكل عام ولنوع وشدة المضاعفات التي تحدث له خلال فترة المرض.
يتراوح معدل الوفيات بين المصابين بمرض جدري القردة بشكل كبير ولكن لا يتجاوز 10% وغالبا ما تحدث لدى الأطفال أو عند الأصابة بسلالة حوض نهر الكونغو.
تشخيص المرض
تتشابه أعراض جدري القردة مع العديد من الأمراض المسببة للطفح مثل الجدري وجدري الماء والحصبة والتهابات الجلد البكتيرية والجرب والزهري وحالات التحسس من الأدوية، ولكن يعتبر تضخّم العقد اللمفاوية خلال مرحلة التفشي علامة سريرية مهمة تميزه عن باقي الأمراض المشابهة.
تأكيد التشخيص يتم عن طريق الفحص المخبري الذي يؤكد وجود الفيروس في جسم الشخص المصاب.
العلاج واللقاح
لا توجد أدوية أو لقاحات مُحدّدة لمكافحة مرض جدري القردة، ولكن ثبت في الماضي أن التطعيم ضد الجدري كان فعالاً بنسبة 85% في الوقاية من جدري القردة، ولكن تم ايقاف التطعيم به عقب استئصال الجدري من العالم. ومن المرجح أن يؤدي التطعيم المسبق ضد الجدري إلى التخفيف من شدة المرض.
المضيف “الثوي” الطبيعي لفيروس جدري القردة
يوجد العديد من الحيوانات التي تحمل فيروس جدري القردة في أفريقيا مثل السناجب المخطّطة وسناجب الأشجار والجرذان الغامبية والفئران المخطّطة ولكن لا تزال هناك شكوك تحيط بالتاريخ الطبيعي لفيروس جدري القردة ويلزم إجراء المزيد من الدراسات لتحديد مستودعه بالضبط وكيفية بقائه في الطبيعة.
بالنسبة لانتقال الفيروس إلى الولايات المتحدة، يعتقد أن الفيروس انتقل من حيوانات أفريقية إلى عدد من الحيوانات غير الأفريقية الحسّاسة للفيروس مثل كلاب البراري عبر مشاركتها لنفس المأوى.
الوقاية من المرض
الحد من انتقال المرض إلى خارج قارة أفريقية ويكون عن طريق فرض قيود على تجارة الحيوانات
قد يساعد تقييد عمليات نقل الحيوانات الأفريقية الصغيرة والقردة أو فرض حظر على نقلها في إبطاء انتشار الفيروس إلى خارج أفريقيا.
بجب عزل الحيوانات المشكوك بإصابتها عن الحيوانات وضعها قيد الحجر الصحي فوراً. كما يجب أيضاً وضع جميع الحيوانات التي قد تخالط حالات مصابة قيد الحجر الصحي ومراقبتها لمدة 30 يوماً للتأكد من خلوها من الأصابة بمرض جدري القردة.
الحد من خطورة انتقال العدوى إلى البشر وبينهم
في ظل غياب علاج أو لقاح محدّد لمكافحة جدري القردة، يعتبر زيادة الوعي بعوامل الخطر المرتبطة بالمرض وتثقيف الناس بشأن التدابير التي يمكنهم اتخاذها من أجل الحد من معدل التعرّض له من أهم الوسائل. هذا بالإضافة إلى تدابير الترصد والإسراع في تشخيص الحالات الجديدة من أجل الحد تفشي المرض.
ينبغي أن تركزّ رسائل التثقيف على الخطرين التاليين:
- الحد من خطر انتقال العدوى من إنسان إلى آخر: ينبغي تجنّب المخالطة الجسدية الحميمة مع المصابين بجدري القردة، ولذلك يجب ارتداء قفازات ومعدات حماية عند الاعتناء بالمرضى، كما ينبغي الحرص على غسل اليدين بانتظام عقب الاعتناء بهم أو زيارتهم.
- الحد من خطر انتقال المرض من الحيوانات إلى البشر: طهي كل المنتجات الحيوانية (الدم واللحوم) بشكل جيّد قبل أكلها، كما ينبغي ارتداء قفازات وغيرها من ملابس الحماية المناسبة عند التعامل مع الحيوانات المريضة أو أنسجتها الحاملة للعدوى وأثناء ذبحها وتقطيعها.
مكافحة العدوى في مرافق الرعاية الصحية
ينبغي أن يتخذ العاملون الصحيون الاحتياطات الاساسية لمكافحة العدوى عندما يعتنون بمرضى مصابين بعدوى مؤكدة أو مشتبه أنها مصابة بفيروس جدري القردة أويتعاملون مع عيّنات تُجمع من المرضى المصابين.
يمكن أخذ تطعيم العاملين الصحيين بعين الاعتبار وخاصة المعنيين بعلاج مرضى جدري القردة أو الذين يتعاملون معهم أو مع عينات تجمع منهم.
يجب أن يقوم موظفون مدرّبون يعملون في مختبرات مجهّزة بالمعدات المناسبة عملية نقل ومعالجة العيّنات التي تُجمع من أشخاص يُشتبه في إصابتهم بعدوى فيروس جدري القردة أومن حيوانات يُشتبه في إصابتها بها.