هل يوجد ادمان على السكر
1 min read
اضرار وجود مستويات عالية من السكريات في النظام الغذائي معروفة، ولكن بنفس الوقت، قد يسبب الانقطاع عن تناوله إلى أعراض مزعجة وخاصة في الأيام الاولى للانقطاع.
من الملاحظ والمدهش ان استهلاك السكر قد انخفض في بعض الدول المتقدمة، قد يكون ذلك بسبب الميل لتناول نظام غذائي صحي ومنخفض الكربوهيدرات، مع زيادة الموعي باستعمال المحليات الصناعية.
من المعروف أن تقليل تناول السكر له فوائد صحية كبيرة وخاصة انقاص الوزن والسيطرة على الداء السكري. ولكن يعاني بعض الأشخاص من اعراض مزعجة عند التوقف عن تناول السكريات، كالصداع والتعب والارهاق وتقلبات المزاج.
لا يزال سبب ظهور هذه الاعراض غير معروف، وأحد النظريات المقترحة هي نظام المكافأة وتأثير الدوبامين الذي يتفعل بسبب تناول السكريات.
الدوبامين هو مادة كيميائية وناقل عصبي، يتحفز في الدماغ عند التعرض لعامل محفز جيد وايجابي ومحبب وهذا ما يسمى نظام “المكافأة”
وأظهرت تجارب أُجريت على الحيوانات أن السكر يساهم بشكل كبير بتنشيط نظام المكافأة، حتى أن تأثير السكريات في بعض الأحيان يفوق حتى الكوكايين في تفعيل نظام المكافأة في الدماغ.
كما بينت دراسات أن السكر قادر على تنشيط نظام المكافأة الموجودة في الدماغ سواء تم تناوله عن طريق الفم أن الحقن بمجري الدم، أي أن تأثيره مستقل عن الطعم الحلو.
عند التوقف عن تناول السكر، تحدث آثار سلبية وخاصة في الأيام الأولى، ما يسمى “أعراض السحب” حيث تظهر بعض الاعراض النفسية والجسدية مثل الاكتئاب والقلق وتشوش الذهن، وهذا قد يكون أحد أسباب فشل الحمية الغذائية.
من المستهجن استعمال مصطلح ” “إدمان السكر” غير أن بعض الدراسات التي أجريت على الفئران بينت أن تأثير تنازل السكر والادمان عليه وعلامات الانسجاب تشابه الاعراض التي تسببها المواد الأخرى المسببة للإدمان.
وأظهرت أبحاث أخرى أجريت على الحيوانات أن تأثيرات إدمان السكر والانسحاب والانتكاس مماثلة لتلك التي تسببها المخدرات.
لكن معظم الأبحاث الموجودة في هذا المجال تدور حول الحيوانات، لذلك من الصعب حاليًا تحديد ما إذا كان الأمر نفسه ينطبق على البشر أم لا، لكن من المرجح أن نظام المكافأة في دماغ الإنسان لم يتغير بسبب تطوره، ولذلك من المحتمل أن التأثيرات البيولوجية لسحب السكر التي تظهر على الحيوانات يمكن أن لدى الانسان.
بالإضافة لارتباط الدوبامين بنظام المكافأة، فهو يتحكم أيضا ببعض الهرمونات والشعور بالغثيان والقيء والقلق، وعند الامتناع عن تناول السكر ينخفض مستوى الدوبامين الذي يؤثر على بعض وظائف الدماغ وبالتالي حدوث بعض الأعراض كالتعب والقلق وتقلبات المزاج.
بناء على ما تم ذكره، تعتبر الفترة الأولى من الحمية الغذائية منخفضة الكربوهيدرات هي الأصعب، حتى يعتاد الدماغ على مستويات منخفضة من السكر ويحدث الاعتياد على الكميات الجديدة فيما بعد.
