2024-10-01

اسأل طبيبك

كل ما يتعلق بالصحة العامة

ما حقيقة الشائعات حول المحليات الاصطناعية بديلة السكر؟

1 min read

يجب عدم تجاوز الحد الأقصى المسموح به يوميا من المحليات الاصطناعية لتفادي الآثار السلبية.

تحدثنا في المقال السابق عن المحليات الاصطناعية بديلة السكر حيث أكدنا أنّ نتائج الدراسات والأبحاث في أميركة وبريطانية وأوربة أثبتت سلامة المحليات الاصطناعية المرخصة من قبل الهيئة الأوربية لسلامة الغذاء. مع ذلك لا نزال نسمع الكثير من القصص و الإشاعات حول التأثيرات الضارة للمحليات الاصطناعية وتسببها بالسرطان أو التشوهات الخلقية أو الولادة المبكرة أوالسكري أوزيادة الوزن وغير ذلك من أمراض. هذا بالإضافة للدراسات التي تعطي في بعض الأحيان نتائج مغايرة وتبين بعض الآثار السلبية للمحليات الاصطناعية.

يعتبر الأسبارتام (Aspartame) من أكثر المحليات الاصطناعية شهرة مع ذلك أكثرهم إثارة للجدل منذ ترخيصة في ثمانينات القرن الماضي وخاصة الادعاء بعلاقته بالسرطان والولادة المبكرة وأذية الكبد بعد أن وجدت دراسة زيادة عدد حالات أورام الدماغ عند مستخدميه. كما بينت دراسات نُشرت 2006 و2007 علاقته باللمفوما والللوكيميا لدى الفئران.

قام مركز أبحاث السرطان في أميركة 2006 بدراسة على حوالي نصف مليون شخص وبينت أن لا علاقة بالاسبارتام مع أورام الدماغ واللمفوما واللوكيميا.

في 2013 قامت الهيئة الأوربية لسلامة الغذاء بدراسة شملت تحليل جميع الادلة حول الأسبارتام وكانت نتيجتها تأكيد سلامة الأسبارتام للاستعمال البشرى  حتى عند الحوامل والأطفال.

يجب لفت النظر إلى أنّ الاسبارتام يتفكك إلى فينيل ألانين  وحمض الأسبارتيك والميتانول قبل دخوله لمجرى الدم، لذلك يحذر مرضى الفينيل كيتون يوريا (PKU) من تناول الأسبارتام وذلك لصعوبة طرح الفينيل ألانين وتوصى النساء الحوامل اللواتي يعانين من هذه الحالة المرضية بمراقبة تناولهم للأغذية الحاوية على الفينيل ألانين لأن ارتفاعه يسبب تشوهات قلبية لدى الجنين، صغر حجم الراس ونقص بتطور الجهاز العصبي.

الحد الأعلى المسموح به: 40 ملغ لكل كيلوغرام واحد من وزن الجسم. (مثال: شخص وزنه 70 كغ، يجب ألّا تتجاوز الكمية اليومية 2.8 غرام، أي نصف ملعقة صغيرة تقريباً)

السكارين (Saccharin) أيضاً لديه سمعة غير جيدة وخاصة فيما يتعلق بسرطان المثانة، هو المحلي الأقدم في العالم وتم اكتشافه 1879 وهو خالي من السعرات الحرارية وأحلى من السكر بـ300-400 مرة، يعتبر الطعم اللاذع والمعدني عند تناوله من أهم مساوئه.

لا يتفكك السكارين عند تناوله ويُمتص ببطء ولكن يتم طرحه عن طريق الكلية بسرعة من الجسم من دون أي تغيير بتركيبته.

قامت الحكومة الكندية بمنعه من الأسواق واستخدامه في الأطعمة والمنتجات الأخرى سنة 1977 بعد نشر نتائج دراسة بينت علاقته بسرطان المثانة عند ذكورالجرذان. ولكن تم أجراء عدة دراسات بعد ذلك للتأكد من سلامته ومنها اللجنة العلمية الأوربية (SCF) والتي أكدت عدم وجود أي خطر بالتسبب بالسرطان عند البشر. أكدت الوكالة العالمية لأبحاث السرطان عام 1999 وبعد عدة دراسات أن السكارين لا يعتبر عاملاً مسرطناً وبعد ذلك قامت كندا عام 2014 بالسماح باستعمال السكارين.

الجرعة القصوة اليومية يجب ألّا تتجاوز 5 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم.

 تُتّهم بعض المحليات الاصطناعية بالتسبب بالعديد من الاختلاطات كالإسهال وحبس الماء وهذا لا يمكن إنكاره فيما يخص كلٍّ من الزيليتول  “Xylitol” و سوربيتول (Sorbitol). الأول يعتبر أحد أنواع النشويات مستخرج من قشر بعض الأشجار ومحتواه من السعرا ت الحرارية أقل ب 30% من السكر العادي ولا يترك طعم غير محبب بعد تناوله. الثاني سوربيتول (Sorbitol) وهو مشتق من الغلوكوز، يسبب كلاهما الإسهال عند تناولهما بكمية تتجاوز الحد الأقصى اليومي. لكن يمتلك كلاهما فوائد مشجعة لأطباء الأسنان هي حماية الأسان من التسوس نتيجة تعديل حموضة الترسبات على الأسنان.

بالنسبة للستيفيا (Stevia) فهو المحلي الأحدث وهو الوحيد بين المحليات المستخرج من منتج طبيعي. تم ترخيصه عام   2011 من قبل الاتحاد الأوروبي كبديل للسكر في صناعة المواد الغذائية، 30 مرة أكثر حلاوة من  السكروز وسعراته الحرارية قليلة جدا ولا يؤذي الأسنان.

بالإضافة لعدم تأثيره على مستويات سكر الدم، تحتوي أوراق  الستيفيا كمية كبيرة من المركبات المضادة للأكسدة، مثل الفلافونويد والتربينات، كما تعتبر غنية بالحديد والبوتاسيوم والمغنيسيوم والصوديوم وفيتامين (أ) و(ج)

رغم الفوائد الصحية المعروفة للستيفيا كبديل للسكر ولكنها لم تستخدم على نطاق واسع وقد يعود ذلك لارتفاع سعر المنتجات المحتوية على الستيفيا وكذلك وجود محليات اصطناعية أخرى في المنتجات.

أكدت الدراسات التي أجرتها الهيئة الأوربية لسلامة الأغذية (EFSA) أن الحد الأقصى المسموح به  40 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم.

يحذر الخبراء بناء على الدراسة التي اجريت في على الفئران على مدى 20 عاما ونشرها موقع “إيستماستر” الألماني من الإكثار من تناول المنتجات التي تحتوي على الستيفيا كوسيلة للتخفيف من السعرات الحرارية وخاصة لدى مرضى السكري والأطفال  وذلك لأن الدراسة بينت حدوث نقصان بالوزن عند الفئران التي أعطيت الجرعة اليومية القصوى من ستيفيا.

بالنهاية، تعتبر المحليات الاصطناعية بديلة السكر والمرخصة من قبل الهيئة الأوربية لسلامة الأغذية سليمة وآمنة للاستعمال مع الأغذية والمشروبات، ولكن يجب عدم تجاوز الحد الأقصى الموصى به. يفضل عدم التعامل مع كل المحليات الاصطناعية وكأنها منتج واحد، حيث أن لكل واحد منها صفاته وتأثيراته، ويفضل قراءة محتوى المنتجات من المواد ومنها نوع المحلي المستعمل وكميته، بالإضافة لمعرفة الاسم العلمي للمحلي المستعمل في المقاهي والمطاعم.

المصادر:

http://www.nhs.uk/Livewell/Goodfood/Pages/the-truth-about-artificial-sweeteners.aspx

O’Brien Nabors L. (2012). Alternative sweeteners, 4th ed., CRC Press.

Emerton V. and Choi E. (2008). Essential guide to food additives, 3rd ed., Leatherhead food

Internation Association for Stevia Research, (2004). World market of sugar and sweeteners.

Mortensen A. (2006). Sweeteners permitted in the European Union: safety aspects,

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.