باحثون بريطانيون ينتجون قطرة أنفية للوقاية من التهاب السحايا
1 min readتحتوي القطرة على جراثيم “صديقة” تنافس الجراثيم الممرضة على التواجد في الأنف
تمكن أطباء بريطانيون من تطوير قطرة أنفية يمكن أن تحمي من التهاب السحايا وانتانات أخرى وذلك لاحتوائها على “جراثيم صديقة”
قام البروفسور روبرت ريد، مدير المعهد الوطني لابحاث الصحية، مركز الأبحاث الحيوية في جامعة ساوث هامبتون في جنوب بريطانية وفريقه بإضافة مورثة على الجراثيم غير المضرة والتي يمكنها البقاء داخل الأنف، ويأمل بذلك أن يتمكن من الحماية ضد الجراثيم المسؤولة عن التهاب السحايا.
من المعروف أن 10% من البشر يحملون جراثيم النيسيرية السحائية وهي العامل المسبب لالتهاب السحايا، في الجزء الخلفي من الأنف ولكن من دون أي أعراض.
لكن في بعض الحالات، يمكن لهذه الجراثيم أن تدخل إلى مجرى الدم وتسبب حالات خطرة و مهددة للحياة من التهاب السحايا وإنتان الدم والتي تسمى (تسمم الدم)
وجد الباحثون في دراسة سابقة أن تلقيح بعض الأشخاص البالغين بجراثيم “صديقة” معروفة باسم النيسرية لاكتاميكا، وهي قريبة جدا بطبيعتها من النيسريا السحائية، أدى إلى استيطانها في أنوفهم من دون أن تسبب أي ضرر ومنع النيسريا السحائية من التواجد في نفس المكان.
يحاول العلماء الآن تعديل هذه الجراثيم “الصديقة” بإضافة بروتين لزج مستخلص من سطح النيسريا السحائية وبذلك تزيد من قدرتها على الاستيطان في الأنف وتستطيع أن تصنّع استجابة مناعية قوية للحماية من الانتانات التي تسببها النسيريا السحائية.
يمكن أن تؤمن هذه الطريقة في حال نجاحها للوقاية من انتشار التهاب السحايا والقدرة على السيطرة السريعة على وباء التهاب السحايا وذلك لأن المرض لا يمكن أن يحدث في حال غياب النيسريا السحائية.
تسمى طريقة العلاج بالجراثيم “الصديقة” بـ “العلاج بالجراثيم” وقد تم استخدامها في علاج التهاب الكولون بالمطثية العسيرة (Clostridium Difficile).
تعتبر الطريقة التي تتبعها جامعة ساوث هامبتون الأولى من نوعها في إحداث تغييرات وراثية لجراثيم معينة وذلك للتمكن من الوقاية من انتانات بجراثيم أخرى يمكن أن تصيب الأنف والبلعوم.
“لم نلاحظ حتى الآن أي اختلاطات لتوطين الجراثيم “الصديقة” في الإنف عند المتطوعين وعلاوة على ذلك، أدى تواجد هذه الجراثيم إلى تشيكل استجابة مناعية نأمل بأنها يمكن أن تمنع تواجد الجراثيم الممرضة”، قال البروفسور ريد، أخصائي الأمراض الانتانية في جامعة ساوث هامبتون.
وأضاف البروفسور ريد انهم تمكنوا بعد العمل الطويل من تصنيع قطرة أنفية تحتوي على الجراثيم “الصديقة” والتي تم تعديلها وراثيا وذلك لتوسيع تأثيراتها آملا أن تستطيع استبعاد الجراثيم الممرضة والمسببة لالتهاب السحايا.
وعن المرحلة اللاحقة لتصنيع القطرة الأنفية، يضيف البروفسور أن هناك حاجة للقيام بأبحاث لتحري فعالية هذه القطرة على متطوعين أصحاء وذلك للتأكد من قدرة الجراثيم “الصديقة” على الاستيطان في الأنف.
نوه البروفسور أيضاً أن نجاح هذه الطريقة بالعلاج سوف تفتح أبواباً جديدة لعلاج أمراض تسببها الجراثيم المستوطنة بالأنف مثل ذات الرئة والتهاب الأذن الوسطى.
يذكر أن التهاب السحايا يصيب كل الإعمار، لكن يبقى الرضع والأطفال وكبار السن أكثر قابلية للإصابة، ويمكن أن يسبب الوفاة خلال بوقت قصير قد يصل إلى 4 ساعات من بداية ظهور الأعراض.
ذكرت منظمة الصحة العالمية أن التهاب السحايا تسبب بوفاة 171,000 عام 2000، وهو يسبب ما يقارب 1500 وفاة سنويا في بريطانية.
المصدر: https://www.southampton.ac.uk/
مصدر الصورة: http://www.netdoctor.co.uk/medicines/allergy-and-asthma/a25902/treatments-for-nasal-allergies/